|
||
علاقة الأباء والأبناء 2-2 |
بقلم: فؤاد علي آل مكي تخرج أحمد ذلك الشاب اليافع من الجامعة وكله أمل أن يلقى الوظيفة المناسبة له، وبعد مرور فترة من الزمن وبحمد الله استطاع أحمد الحصول على الوظيفة التي كان يأمل، ولكن المشكلة كان في مقر الوظيفة فلم يكن في نفس المنظقة التي يقطن فيها أحمد. لذلك اظطَّر أحمد في أثناء تلك الفترة للعيش مع مجموعة من الشباب برغم اختلاف ميولهم وتوجهاتهم إلا أنَّ تواجدهم في نفس المنظقة أجبر صديقنا أحمد للسكن معهم. بعد فترة كثرت أعباء أحمد الوظيفية ولم يستطع التركيز في عملة لذلك قرر الخروج في سكن منفرداً ولو لفترة ريثما يلقى زملاء آخرين، وقام باستشارة أهله إلا أنَّ الأهل رفضوا ذلك وأصروا على بقائة مع نفس المجموعة. حينها دار بخلد أحمد الكثير من الهواجس والأفكار حول مساحة الحرية التي أتاحها الأهل له سواء في أيام طفولته أو في هذا الموقف بالذات. نرى من خلال هذه القصة مدى الحدود التي أقتضاها الأهل لصديقنا أحمد، فالبرغم من معاناته إلا أنه لم يستطع أن يقرر مايكون الأنفع له في تلك الفترة بالذات. وهذا يفضينا إلى التأمل والتفكير في سؤال مهم يُطرح " مامدى تأثير الحرية داخل الاسرة في مسيرة حياة الأبناء". وبما أننا تطرقنا في مبدء الحوار بين الأباء والأبناء عبر بوابة الآيات القرآنية الدالة على ذلك، لذى سيكون محور الحرية في علاقة الأباء والأبناء عبر ثلاثة نقاط، أولا :الحرية منشىء لتأصيل الثقة في النفس. ثانياً: الحرية دافع نحو العطاء. وأخيرًا تجربة فضاء الحرية داخل الأسرة يقدم تجارب حقيقيه للفرد. تأصيل الثقة بالنفس
فيتضح لنا من خلال هذه الكلمات أن وجود مساحة من الحرية لدى الأبناء في اختيار مجموعة من الأمور الخاصة بهم يساعد بشكل مجمل في تكوين نوع من الثقة بالنفس في أن الخيار الذي قام به الفتى أو قامت به الفتاة وإن لم يكن صحيح بالكامل إلا أنه أعطى الثقة في نفس الفرد على حرية الاختيار وتحمل المسؤولية على ذلك. الحرية ... الدافع نحو العطاء لاشك أن في إعطاء مساحة الحرية للأبناء في اختيار مسلكهم الخاص سيعطي الدافع والحافز للعطاء والانتاج. فعلى سبيل المثال حينما يختار الأبن التخصص الذي يناسب رغباته وطموحاته المستقبلية فإن ذلك سيكون محفِّزاً قوياً له لأثبات جدارته وأن مساحة الحرية التي أعطيت له أوجدت الدفعه المعنوية التي يتحاجها الأبناء من الأباء في العادة. فنرى في الغرب مثلا أن الأُسر تعطي الحرية التامة للأبناء لإختيار التخصص المناسب لهم حسب ميولهم وتطلعاتهم، فنجد أن أغلب الطلبة الخرجين حديثاً هناك لم يحددوا مسارهم بعد كي يعطوا أنفسهم الفرصة ليروا أي تخصص يناسبهم بعد أخذ مجموعة من المواد. وهذه أحد العقد التي تواجهة شبابنا في هذه الايام فنجد الطالب يقضي سنوات من عمرة في تخصص ما وبعد فترة قرر تغييره، غير آبه للسنوات التي ضاعت من عمرة. التجربة هي من يصنع الفرد مرور الأنسان بمراحل مختلفة ومحطات توقف عديدة في حياته عادة مايكون السبب الرئيس في تنمية مهارات الفرد واكتسابة قدرات أفضل. ولعل مسألة الحرية حينما تتواجد داخل الجو الأسري ومع تعدد التجارب فإن ذلك سيصقل قوة وعزم الفتى. وفي الغالب يواجه ذلك تأطير من ناحية الأباء لدور الأبن داخل الأسرة وأعطاء مساحات من الحرية والتي من قد تفضي إلى مهانة الفرد وعدم مقدرته على المواجهة والتصدي للمشكلات التي قد تواجهة في المسقبل على الصعيد الأسري والأجتماعي والوظيفي.
1- مجلة النبأ- مفهوم الحريات في الشرائع السماوية والأرضية - حيدر حسين عبد السادة
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!
Powered by !JoomlaComment 4.0alpha
3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved." |