الكاتب ملتقى الشباب    السبت, 22 مايو 2010 14:40    PDF طباعة إرسال إلى صديق
فاتورة الألم ..جردة حساب لتكاليف حادثة مرورية
تقرير: ملتقى الشباب بسيهات
تصوير: السيد محمد تقي اليوسف


تدارس أكثر من ثلاثين شاباً ليلة الأربعاء الماضي مخاطر مسيرات الزفاف التي تصاحب حفلات الزواج في المنطقة وذلك ضمن ورشة عمل نظمها ملتقى الشباب بسيهات تحت عنوان: فاتورة الألم، جردة حساب لتكاليف حادثة مرورية.

وكان محمد آل مكي قد قدم للورشة التي استضافها مركز آفاق للدراسات و الأبحاث بالإشارة إلى الألم الذي يشوب بعض اجواء الفرح المصاحب لحفلات الزواج من جراء الممارسات الخاطئة التي تسلب من البعض فرحته و تتركه ينشغل في معالجة فواتير الألم، مضيفاً بأن الورشة تحمل في تطلعاتها الرغبة في ايجاد حلول و معالجات ابتكارية تحفظ للزواج كل ألوان الفرح و تزيل عنه كل أوجه الخطر.

فواتير الألم تلك كانت حاضرة في محاضرة الأستاذ أثير السادة الذي أدار ورشة العمل وفق تقنيات العصف الذهني، حيث شرح فيها دلالات هذا التعبير المجازي الذي يرمي للتأكيد على تمدد الألم و اتساع تكاليفه خارج دائرة التكاليف المباشرة، ففي مقابل التكاليف الجسدية و الاقتصادية هنالك تكاليف نفسية و اجتماعية لا تقل في تأثيراتها و اضرارها على مستوى الفرد و المجتمع عن التكاليف المباشرة.

و قد إختار السادة مراجعة مفهوم المخاطر كمدخل للتعريف بالمشكلة، فسوء تقدير المخاطر في مسيرات الزفة بحسب السادة هو السبب في تساهل البعض و تغاضيه عن أصول السلامة في ركوب السيارة خلال الزفة، و التمادي في الممارسات الخاطئة كالصعود على سقف وظهر السيارة أو على أطراف النوافذ ، مشيراً إلى أن قائمة المخاطر المحيطة بمسيرة مزدحمة بالسيارة مفتوحة على احتمالات كثيرة جداً، و ذلك بحسب ظروف المكان و ظروف الأشخاص المشاركين فيها.

و استعرض السادة الاصابات المحتملة لحالات السقوط من فوق السيارة في مسيرة الزفة، و في أشدها اصابات الرأس و الظهر، إذ يصبح المصاب عرضة في كلا الحالتين إلى الاصابة بإعاقة حركية من قبيل الشلل الرباعي و النصفي، أو الإعاقة الحسية كالسمع و البصر، أو الإعاقة الإدراكية كالقدرة على التركيز، و أخيراً الإعاقة السلوكية، مشيراً إلى أن الاحصائيات تفيد بأن 50% من المصابين الذين تمتد غيبوتهم من جراء الحادث لأكثر من خمس ساعات يفارقون الحياة.

و فاتورة الألم لا تنتهي عند هذا الحد كما يروي السادة في محاضرته، فكل حادثة مرورية يمكن أن تصاحبها أعراض نفسية، تنال من المصابين و حتى الذي يشهدون الحادث و يعاينون آثاره، فالإكتئاب و الشعور بالنقص و الشعور بالذنب اضافة إلى التوتر النفسي و ضعف المناعة كلها احتمالات قائمة و مصاحبة لتداعيات الحوادث المرورية التي تستمر آثارها طويلاً حتى بعد مرور وقت طويل من الحادثة، مثلها في ذلك مثل التكاليف الاجتماعية التي تنال من أولويات الأسرة و مستواها المعيشي، خاصة إذا ما تحملت فاتورة طويلة الاجل لعلاج المصاب، إضافة إلى تضرر الوضع الوظيفي أو الدراسي للمصاب و ربما الوضع العاطفي من جراء تلك الحوادث.

التكاليف الاقتصادية هي الأخرى تتقدم على رأس تلك الفاتورة، فالحوادث المرورية على رأي السادة تساهم في زيادة الضغط على المستشفيات و طاقتها الاستيعابية حيث يشغل مصابو الحوادث نسبة الثلث من مجموعة الاسرة المتاحة في المستشفيات، بينما تمضي فاتورة علاج اصابات الحوادث إلى الازدياد إلى الحد الذي تتجاوز فيه كلفة علاج المصاب الواحد 120 الف ريال سعودي، مذكراً بذهاب 18 مليار ريال سنوياً لصالح تغطية تكاليف الحوادث المرورية.

هذا التوصيف النظري حول التكاليف الباهضة لحادث مروري واحد، أعقبه السادة بحديث عن تجربة واقعية جرت قبل شهر تقريبا ًفي واحدة من مسيرات الزواج بمدينة سيهات، سقط فيها ثلاثة اشخاص من فوق سيارة متحركة كان سائقها قد جاوز بسرعته تقديراتهم في وقت الإنعطاف، و فيما نجا إثنان منهما ظل الثالث لمدة ثلاثة اسابيع يتلقى العلاج داخل المستشفى، بعد أن تعرض لكسر في الجمجمة و نزيف في الدماغ و كدمات في الرأس كادت ان تودي بحياته لولا التدخل الجراحي المباشر الذي انتهى إلى استقرار حالة المريض و دخوله في مرحلة قد تطول من التأهيل و العلاج الطبيعي و الإدراكي.

كيف السبيل إلى زواج خال من الألم كان هو السؤال الإفتتاحي لورشة العصف الذهني التي جاوزت الساعتين، حيث واصلت الورشة اعمالها بعد فترة استراحة قصيرة توزع بعدها إلى المشاركون إلى مجموعات للبدء في رصد اقتراحات عملية لمعالجة الموضوع، و كان التفاعل واضحاً من قبل المشاركين الذين قدموا الكثير من المقترحات المهمة و التي جرى تدارسها في ختام الورشة، و ترشح عنها عدد من الأفكار التي من المفترض ان تكون اللبنة الأولى لمبادرات عملية قادمة، و جرى الاتفاق ان تتكفل الجهة المنظمة، ملتقى الشباب بسيهات، بمتابعة العمل على انضاج الافكار و تحويلها إلى برامج عملية في المرحلة المقبلة.
لمشاهدة بقية الصور من هنا
تعليقات
بحث
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!

3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved."

آخر تحديث ( السبت, 22 مايو 2010 15:56 )
 
حقوق النشر © 2024 ملتقى الشباب بسيهات. جميع الحقوق محفوظة.
التعليقات و المقالات تعبر عن رأي أصحابها، و لا تعبّر بالضرورة عن رأي ملتقى الشباب بسيهات
Powered by Joomla

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.