صفحة 1 من 1

أمّية إلكترونية

مشاركةمرسل: الثلاثاء يونيو 22, 2010 9:20 am
بواسطة محمد آل مكي

أمّية إلكترونية

حسن السبع



لم أجد، حتى الآن، وعلى المستوى المحلي، من ينافس الأستاذ نجيب الزامل في تناول قضايا الشباب. وفي محاضرة له عن (تنمية الشباب) ألقاها في منتدى سيهات الثقافي، وتناغماً مع شخصيته المحبة للدعابة، والميالة إلى التبسيط، فقد نأى بنفسه عن التنظير، وخاطب الحضور بطريقة عفوية مباشرة.

كانت العلاقة بين الكبار وجيل الشباب أحد محاور المحاضرة. وفي هذا السياق، لاحظ الأستاذ نجيب أن الشاب الذي يتعامل مع الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى، قد يعتبر الجهل بالتكنولوجيا شكلا من أشكال الأمية، وقد يوجد هذا الشعور حاجزا يحول دون التواصل أو التفاعل مع الكبار للاستفادة من تجاربهم.


ذكرتني تلك الملاحظة المتعلقة بأمية الكبار الإلكترونية بلقطة من فيلم Gigantic بطولة (بول دانو). في تلك اللقطة، وعبر مكالمة هاتفية بين الأب وابنه، يتساءل الأب وهو في طريقه إلى زيارة ابنه قائلا: «قلت لي حين أصل إلى سكنك .. أضغط على زرّ الجرس الذي يحمل اسمك». «نعم يا بابا».. فيضيف الأب قائلا: «ما لا أفهمه هو كيف يتسع زرّ صغير ليحمل اسمك!» ويرد الابن: «الاسم إلى جانب الزر يا بابا». فيعلق الأب قائلا: «حسنا.. سوف يوضح لنا حارس العمارة ذلك». فيرد الابن: «لا يوجد حارس للعمارة يا بابا!» فيستغرب الأب قائلا: «عمارة بلا حارس.. ومن يلمّع حذاءك؟». بعد المكالمة يعطي الأب الهاتف المحمول إلى زوجته قائلا: «خذي .. لا أعرف كيف تغلقون هذا الجهاز!» وشبيه بهذا الأب الأمي إلكترونياً الأبُ الذي يستعين بابنه أو ابنته لمسح ما تراكم في ذاكرة هاتفه المحمول من رسائل ومكالمات، أو الأم التي لم تغلق هاتفها منذ سنوات لأنها نسيت الرقم السري، أو الشخص الذي يستعين بحارس البنك أو عابر سبيل ليسحب له من الصراف الآلي مبلغا من الحساب.


أعود إلى ملاحظة الأستاذ نجيب عن الأمية الإلكترونية، فأقول : إن للأمية الإلكترونية وجها آخر. فليس بالضرورة أن تعكس القدرةُ على استخدام التكنولوجيا الحديثة حداثةً في التفكير. ففي مقابل تلك النماذج التي تعاني أمية إلكترونية، توجد نماذج أخرى تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمهارة عالية، لكن بعقلية لم تتجاوز حدود منتصف الألفية الأولى، وقد تستغل تلك التكنولوجيا المتطورة لتكريس التخلف. وهنالك، أيضا، من يغيب عن العالم من حوله سابحا في ذلك الكون الرقمي، دون الاستفادة من تلك المعطيات بشكل منتج. فيظل أميّاً على الرغم من مهاراته التكنولوجية.


مع ذلك، فإن النماذج الأخيرة هي الاستثناء وليست القاعدة، وإن لثقة الأستاذ نجيب بالشباب ما يبررها، ومن حقه أن يردد قول إيليا أبو ماضي: «غدٌ لهُمُ، وغدٌ فيهمُ.. فيا أمسُ فاخرْ بما هو آت»!



[url=mailto:hsn_saba@hotmail.com]hsn_saba@hotmail.com[/url]

اليوم الإلكتروني

الثلاثاء 1431-07-10 هـ الموافق 2010-06-22 م

Re: أمّية إلكترونية

مشاركةمرسل: الخميس يوليو 01, 2010 8:28 pm
بواسطة سعيد السالم
جميل جدا