[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المصطفى أبي القاسم محمد وآله أولي التقى
سيدي جئناك نلتمس من عطاياك المزيد .. جئناك على الموعد محيين بذلك عهدنا القديم .. عهدٌ طالما رأينا فيه من العزة ما رأينا .. فكيف بنا ونحن نلتمسكم فيه ومن كان مع الله كان الله معهم وأنتم وسيلتنا إلى الله يا مولاي.
لطالما حدثت نفسي وأطلت بذاك الحديث وأسريت إليها ما أسريت لأرى ما حُبيت به من ربك فكنت بذلك الوفي المبلغ كيف لا .. والرسول منك كما أنت منه يا حسين ..
يصيغ العالم الشعر وتُنحَت فيك الكلامات وتنحني الحروف أمامك أيها العظيم .. ولي فيك أمر ما تركته إلا لما أحل بي .. وأنت به عالم .. ولكن له عودة ..
في هذا العام رأيت منك الكثير .. فصلاة كلماتي عليك أقل من القليل ..
حسين .. أسم رسمت دماءه الزكية في التاريخ صفحات مضيئة لتبزغ للعالم نورًا مضيئًا .. رضيعهم كان هاديًا إلى النور فكيف بكم يا سادتي ..
القراء الكرام .. رؤيتي للحسين كل عام تنمو .. وهل من شيء بفيضه لا يربو .. الشبهات تترى علينا من كل صوب.. ولكن حُرقة قلوبنا على مصاب الحسين عليه السلام تنير في سبيله خير جم علم نابض غير ناضب .. وهل من ريحق سناه يتسنى للجهل الولوج وخصوصا إذا أمعنا في شخصية الإمام ومواقفه والتي نستفيض بها عامًا بعد عام ،انطلاقا من المنبر الحسيني الذي يؤسس للشخصية الشابة سلاحا من العلم . وكم هو جميل أن يكون لك علم مفتوح يدعوك إلى مجاراة ما لدى غيرك والتبصر فيه ، فتقوى بذلك شوكته وتشتد عزيمتك .
لعل من أسر ما يرى في هذا العام الجموع الشبابية المتزايدة عامًا بعد عام والتي تسعى لخدمة ضيوف الحسين فتقوى أعوادهم على محبة الحسين وخدمة زوراه ويا له من شرف لهم بل هو الوسام فهنيئًا لكل من وقف وتكابد برودة هذا الطقس خدمةً لمولاه أبي عبدالله . وإني أشيد بالإخوة المنظمين الحرص على هذه الفئة من المجتمع . فإلى متى يظل الشاب طفلا لا فائدة ترجى منه فجميل ما رأيناه هذا العام ولكنا نهيب بأكثر من هذا في الأعوام السابقة وبخصوص ما يتصل مع ثقافتنا ويتسامى إلى مقام الثقافة الحسينية وبخصوص أننا في أيام الحسين . ففي ذلك سلاح لهم من الأمواج الهائجة التي تحذو صوبنا من كل جانب.
إن في تعميم ثقافة عاشوراء في نطاقات متعددة متصلة بالمنبر الحسيني وبالقضية الأم -أعني بها واقعة الطف- لمؤشر سيؤتي أكله في سبيل هذا الدين وإعلاء كلمته بعيدًا عن نبرة الجهل والتعصبات المسيطرة والتي إن صح التعبير في معظمها همجية . وٍأشيد في هذه العجالة بما وفره موكب الإمام الحسين عليه السلام من إعداد وتنسيق ضم فئات عمرية مختلفة في شتى المجالات لمؤشر حسن ورائع يسمو بمجتمعنا إلى الأمام وذلك ضمن خطى الإمام الحسين والمعصومين سلام الله عليهم .
وأختم حديثي بأن إرثنا العلمي لهو من أعظم المواريث الشمولية لجميع نواحي الحياة . ولكن لا عبرة به دون أن نوظفه من أجلنا وأجل مستقبلنا .. هذا ونسأل الله لنا ولكم الموفقية والسداد
وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين[/align]