[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
صدق الله العلي العظيم
خلود العطاء ... النظرة المستقبلية
[/align]
[align=justify]رجل وأي رجل فقدته الرجال.. إنه الحاج عبدالله بن سلمان المطرود ابن سيهات الحاني و أباها الوفي الذي عاصر نهضة المنطقة منذ أيامها الأولى.. وقدم لها أروع صور العطاء والنبل ومعاني الوفاء.. فأصبح ظاهرة إنسانية في خارطة البلد ودعامة صلبة في بنائه وتقدمه وازدهاره.. كان شعلة نشاط وحيوية في مختلف سنوات العمر حيث قلبه العامر بالثقة والإيمان يجدد فيه دوما روح التفاؤل والأمل والطموح ويجعل ديدنه العزم وشعاره العمل بجد وعزم في مختلف المواقع التي تبوأها بتواضع العارفين والعلماء وأعطى فيها عصارة جهده وخبرته وماله في شعور عارم بالفرح يملأ عينيه كلما شاهد البذرة تنمو وتتفتح عن انجازات شامخة تزين خارطة المنطقة والوطن وتشرع نوافذ المستقبل الموعود بالخيرات والبشائر.
تمتع الراحل الموجود في القلوب بخصال إنسانية عظيمة وصفات أخلاقية جليلة فعرف عنه سماحته وطيبة قلبه واشتهر بجوده وكرمه فكان غوثا للملهوف وعونا للمحتاج وسنداً لمن لا سند له.. واتسم طوال حياته بمحبته للناس واقترابه منهم واجتهاده في حل مشاكلهم ومعايشة أفراحهم وأتراحهم ولم يبخل أبداً بما أنعم الله عليه فكان سباقاً في العطاء الجزيل ومبادراً بتقديم العون الوفير حتى أصبحت أصالة طبعه وسخاء جوده.. تـتناقلها الألسن ويدركها القاصي والداني.
شهد له كل من عرفه بالحكمة ورجاحة العقل والرأي السديد وأتاحت له الأيام قدراً وافراً من الخبرات والتجارب التي خرج بخلاصتها وعطائها .
وسيرة حياة الحاج عبدالله المطرود الذي وافته المنية يوم الجمعة 16/6/1426هـ لعمر يناهز الثلاث والثمانين سنة، مليئة بالمحطات المضيئة والصفحات الخالدة، لقد فقدت الأرض السيهاتية شخصية لها مكانتها المرموقة ولها جذورها الاجتماعية ولها حضارتها التاريخية.. كان ـ رحمه الله ـ رحيما بأبناء بلده عطوفا بأهله وذويه, حكيماً في قوله وفعله, وكانت سيرته ـ رحمه الله ـ حديث الناس بكرمه وجوده وسخاء أياديه وله من الفضائل ما نسجت خيوطها بين أيادي المحتاجين وطارقي أبوابه، لم ينسج ستاراً ولم يشيد جداراً ولم يعمر حاجزاً بينه وبين أهل البلد، كان يلبي حاجة الناس في كل مكان.. في مكتبه وفي الشارع وداخل أسوار بيته، يفيض كرمه وقوة سخائه يمثل للصغير قبل الكبير، كثيرون الذين تحدثوا عن الراحل مشيدين بصفاته وأخلاقه ومؤكدين على صدقه ووفائه وعطائه فإن رحل الحاج فإن أعماله ستبقى بصمات خالدات في تاريخ الوطن وستبقى ذكراه الطيبة في القلب والوجدان.. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته .
برحيل الحاج عبدالله فقدت سيهات ومنطقة القطيف بشكل عام واحداً من أغلى رجالاتها بعد رحلة مليئة بالعطاء الزاخر في مختلف المجالات والميادين.. واليوم تمر ذكرى الفقيد الغالي ومازالت في القلوب حسرة وحزن عميق لإن الفقد كان جللاً والرحيل كان مباغتاً والراحل الباقي هو الذي ظل يسجل حضوره في كل المراحل والمناسبات وفي أدق اللحظات وأهمها.. من خلال فكره وعطائه حتى أصبح مضرب مثل يحتذى به في الوفاء والإخلاص الوطني وفي نقاء السيرة وصفاء السريرة بعد أن كرس كل وقته وجهده للرقي بهذا البلد وفي رفعة شأنه.
والمؤكد أن التوثيق الوافي والدقيق لعطاءات الراحل المقيم يحتاج إلى جهود كبيرة ووقت أكبر حتى يتسنى للأجيال الاطلاع على سيرة البذل والعطاء لرجالات سيهات، فنحن أفراد ملتقى الشباب ننهل من هذه الأعمال لنجعلها مقياسا لأعمالنا ولحياتنا .. لقد حبا الله الفقيد بخصال وصفات تستحق النظر والتأمل بها وميزات جديرة بالتوقف أمامها والإفادة من مآثرها ومعطياتها .
تغمد الله الفقيد السعيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ، ورحم الله من قرأ له سورة الفاتحة ، ونسأل المولى القدير أن يرزق البلاد والعباد رجلاً معطاءً يسير على نهج الراحل ، إنه سميع مجيب الدعاء ..[/align]
[align=center]لجنة العلاقات العامة والإعلام
ملتقى الشباب بسيهات
السبت 13 رمضان 1429 هـ
:::::::::::::::::::::::[/align]
بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الحاج عبدالله المطرود